موضوع: معيار مقاطع الصوتية الخميس نوفمبر 01, 2018 8:17 pm
عديدةٌ هي طرائق معرفة وزن أيِّ بيتٍ شعري، والتّحقّق من صحَّة الوزن وخلوّه من الكسور. ولكن طريقة التقطيع الشعري والكتابة العروضية أسهلها. طريقتُها تتلخَّصُ في الوقوف على المكوِّنات الأساسية للكلماتِ، فحروف الكلمات إمَّا ساكنة وإمَّا مُتحرِّكة، ويُعوّضُ عن تلك الحروف برموزٍ مُعيَّنة اتَّفقَ عليها العروضيّون. يُرمزُ للحرف المُتحرِّك بعلامــــة (/) وللسَّاكن بعلامــــــة (o). لا يهمُّ أن تُتقن الإيقاع الموسيقي للتَّفعيلات؛ لأنَّك في كلِّ الحالات ستردُّ كلمات البيت أو السَّطر الشِّعري إلى ما يُقابلها من تفعيلات. مع الإشارة إلى أنَّ الحرف السَّاكن لا يُنطق بمفرده، بل يجب أن يسبقهُ حرف مُتحرِّك. لنأخذ مثلًا كلمة (رَكِبَ)، هذه الكلمة تُنطقُ (رَ كِ بَ)، فهي تتألَّفُ من ثلاثةِ مقاطع، وكلُّ مقطعٍ يُمثِّلُ حرفًا واحدًا مُتحرِّكًا. أمَّا كلمة (لماذا) تُنطقُ (لِـ ما ذا). وهي تتألَّفُ من ثلاثةِ مقاطعٍ أيضًا. ولكن هذه المقاطع غيرُ مُتساوية في عددِ حروفها. ففي المقطع الأوَّل (لـِ) يُمثِّلُ حرفًا واحدًا. أمَّا المقطع الثَّاني (ما) يُمثِّلُ حرفين يُنطقانِ معًا، مُتحرِّك فساكن. ومثلهُ المقطع الثَّالث (ذا)، فهو يتألَّفُ من حرفين مُتحرِّك فساكن. لقد وجد العروضيون أنَّ عددًا كبيرًا من الكلماتِ، تُكتبُ بغير الصِّيغة التي تُنطقُ بها. فكلمة (هذا) تُكتبُ بثلاثة أحرفٍ، فيما تُنطقُ بأربعةٍ (هاذا). ومثلها في ذلك: هذه، هذان، هذين، ذلك، ذلكما، ذلكم، أولئك، ولفظ الجلالة “الله”، إله، لكن، لكنَّ، الرَّحمن، داود، طه، يس، قَدَّم، مدرسةٌ، قرآن، طاوس. هذه الكلمات تُنطقُ: (هاذه، هاذان، هاذين، ذالك، ذالكما، ذالكم، ألائك، اللاه، إلاه، لاكن، لاكنَنْ، اَرْرحمان، داوود، طاها، ياسين، قدْدَم، مدرستُنْ، قرأان، طاوُوْس). لذا؛ وضعوا القاعدة الآتية: كلُّ ما يُنطق يُكتب، أي ما ننطقُ به نعدُّهُ حرفًا وإن لم يكن مكتوبًا، وما لا ننطقُ به لا يُكتب وإن كان مكتوبًا. وينبغي عند وضع الرُّموز؛ مُراعاةِ الآتي: كلُّ حرفٍ مُشدَّدٍ هو حرفان، أوّلُهما ساكنٌ والآخر مُتحرِّك. كلمة (صَوَّرَ) تُكتب بثلاثةِ أحرفٍ، هي: (الصاد)، (الواو)، (الرَّاء)؛ ولكنَّها تُنطقُ بأربعةِ أحرفٍ (صَوْوَرَ) ورمزها (/o//)؛ إلَّا إذا جاء الحرف المُشدّد في آخر البيت (الضَّرب) في قصيدة مُقيّدة مثل: (مَرَّ) تُكتب (مَرْ). كلُّ مدٍّ هو حرفان، أوَّلُهما مُتحرِّكُ وثانيهما ساكنٌ. كلمة (آمَنَ) تُكتبُ بثلاثة أحرفٍ؛ لكنَّها تُنطقُ بأربعةٍ (أَ أْ مَ نَ) ورمزها (/o//). التَّنوين، يُكتبُ حركةً ويُقرأُ نونًا ساكنةً. كلمة (وطنٌ) تُكتب عروضًا (وَ طَ نُ نْ)، ورمزها (///o). يجبُ إشباع حركة الحرف الأخير في الشَّطرين الأوَّل والثَّاني في البيتِ الشِّعري. أي: حركة (العروض) و (الضرب)، والإشباع يعني: أن نُضيفَ حرفًا يُجانسُ حركة الحرف الأخير. أي: أن نُضيفَ (ألفًا) إذا كان الحرف مُتحرِّكًا بالفتح، ونُضيفُ (ياءً) إذا كان مُحرًّكًا بالكسر، ونُضيفُ (واوًا) إذا كان مُحرَّكًا بالضَّم، مثل أن يكون آخر الشَّطر (حياةَ، منزلِ، صبرُ) تُكتب عروضيًا (حياتا، منزلي، صبرو). الإشباع لا يجوز إلَّا في العروضِ والضَّرب ولا يجوز في حشو البيت، عدا؛ (الهاء). إذ تُشبعُ حركتُها إذا تلاها حرفٌ مُتحرِّكٌ. همزةُ الوصلِ لا يُنطقُ بها، بل يندمجُ ما بعدها بما قبلها. سواء أفي الأفعال كان ذلك أم الأسماء. كلمة (واستمعَ) تُكتبُ (وَسْتَمَعَ)، من دون همزة. تُحذف همزة اللام في أل التَّعريف، وتُحذف الألف واللام إذا تلاها حرفٌ شمسي، ويُشدَّدُ الحرف الذي بعدها. مثال: (ضوءُ الشَّمسِ) تُكتب (ضوئُشْشَمْسِ). عند التقاء ساكنين؛ يُحذفُ أوّلهما إذا كان (ألفًا) أو (واوً) أو (ياءً). فعبارة (أتى الليلُ) تُكتب عروضيًا (أتَ لْلَيلُ). تُحذفُ الواو من كلمة (عمرو) فتكتبُ عروضيًا (عَمْر)؛ وذلك إذا لم تكن منوَّنةً، فإن كانت منوَّنةً تُكتب (عَمْرن)، ومثلها في ذلك الألف المقصورة في (أُنثى، ليلى) والياء في (راعي، فادي)، وذلك إذا لم تكن منونة، أو إذا تلاهما حرفٌ ساكن. يحدثُ أحيانًا أن ينتهي الشَّطرُ بحرفٍ ساكنٍ بعد ألفٍ أو ياءٍ ساكنين؛ لذا نضعُ سكونًا رمزًا لهذا الحرف. فرموز كلمتي (إيابْ، عتابْ) ورمزههما (//oo).[/color]