موضوع: نشأة علم العروض الخميس نوفمبر 01, 2018 7:27 pm
علم العروض يعد الشَّعر من أهم وأعرق الفنون الأدبيّة، التي برعَ العرب بها وخدموه بالكثير من العلوم والأنظمة، ومن هذه العلوم علم العروض ومعناه لغة من الفعل عَرَضَ أي ناحية الشيء، أمّا اصطلاحاً فهو علمٌ عربيّ يهتم بموسيقى الشعر ونظمه وإيقاعه وأوزانه، وما يطرأ عليها من تغيّر يؤثر في معناه، وسُميّ بذلك لأنَّه يعرض الشعر فيكشف كلّ ما فيه من خللٍ أو خطأ، فيميّز صحيحه من معتلة.
النشأة يرجع الفضل في نشأة علم العروض إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، أحد أئمة اللغة والأدب في القرن الثاني الهجري، فهو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود وحصر أقسامه في خمس دوائر يُستخرج منها خمسة عشر بحراً، ثم زاد الأخفش بحراً واحداً وسمّاه الخبب، ولكن هذا لا يعني أنَّ العرب قبل الخليل بن أحمد، لم تكن تعرف الأوزان الشعرية، فقد كان العرب ينظمون أشعارهم وفقاً لتلك الأوزان إلا أنهم لم يعرفونها باسمها، وظلوا الناس إلى يومنا هذا يتدارسون قوانين العروض التي وضعها الفراهيدي، فالتفعيلات نفسها والمقاطع الصوتية أيضاً، فعلم العروض يختلف عن جميع العلوم العربية الأخرى كالنحو، والصرف، والبلاغة وغيرها، التي ظهرت وبدأت تنمو جيلاً بعد جيل، بخلاف علم العروض الذي أخرجه الفراهيدي متكاملاً بجميع قوانينه لا يحتاج لأيّ تجديد.